إسطنبول المدينة الفاتنة والتاريخية، لا تقتصر جاذبيتها على معالمها الثقافية والتاريخية الرائعة فحسب، بل تتجلى أيضًا في جوانب حياتها الدينية. ومن بين أهم عناصر هذا الجانب يأتي أوقات الصلاة، التي تعكس روح التسامح والتعايش الذي يسود هذا المجتمع المتنوع، سنستكشف سويًا أوقات الصلاة في إسطنبول، حيث يتلاقى الدين بالثقافة في أرجاء هذه المدينة الفريدة، مما يضفي عمقًا إضافيًا على تجربتك خلال زيارتك لها.
تعرف على أوقات الصلاة في إسطنبول
صلاة الفجر: الساعة 6:41 صباحًا.
الشروق: الساعة 8:15 صباحًا.
صلاة الظهر: الساعة 1:06 مساءً.
صلاة العصر: الساعة 3:23 مساءً.
صلاة المغرب: الساعة 5:45 مساءً.
صلاة العشاء: الساعة 7:11 مساءً.
أشهر المساجد في إسطنبول
فيما يلي إليك قائمة بأشهر المساجد في إسطنبول:
مسجد آيا صوفيا:
مسجد آيا صوفيا يعد واحدًا من أبرز المعالم السياحية المشهورة في إسطنبول الأوروبية، ويتسم بتاريخه الذي يمتد إلى عام 537 م، وهي الفترة التي شهدت إنشاءه على يد الإمبراطور جوستنيان الروماني. بدأت رحلته ككنيسة، ولكن عقب فتح العثمانيين لإسطنبول، أعيد تكريسه كمسجد تحت إشراف السلطان محمد الفاتح. في عهد الجمهورية، تحول المسجد إلى متحف ديني يحتضن تشكيلة رائعة من الصور الفنية الكبيرة. يشكل مسجد آيا صوفيا إحدى الأمثلة الفريدة على التصميم المعماري البيزنطي والزخرفة العثمانية، ويقع في قلب منطقة السلطان أحمد، بالقرب من جامع السلطان أحمد.
مسجد السلطان أيوب:
جامع السلطان أيوب يشكل جزءًا من التراث العثماني القديم ويقع بالقرب من منطقة القرن الذهبي في حي أيوب في الجانب الأوروبي من إسطنبول. يُعتبر هذا الجامع الأثري الأول الذي تم بناؤه بعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية في عام 1458، ويعود تاريخ المبنى الحالي إلى بداية القرن التاسع عشر. يتألف المجمع من مبنى منفصل يحتوي على قبر الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري (رضوان الله عليه)، ويُشدد على أهمية زيارته، إلى جانب وجود مقابر أخرى في الخارج. يُظهر الموقع العديد من مقتنيات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما يجعله مكانًا مقدسًا للزوار ومحبي التاريخ الإسلامي.
مسجد كأني أكلت:
مسجد "كأني أكلت" هو واحد من المساجد البارزة في إسطنبول، ويعد جزءًا من التراث الثقافي للمدينة. يقع هذا الجامع الصغير في منطقة الفاتح، ويعود تاريخ إنشائه إلى القرن الثامن عشر في عهد الدولة العثمانية.
حقق المسجد شهرة واسعة بفضل اسمه الفريد الذي أثار اهتمام الزوار والسياح. تتعلق قصة المسجد بسيد الحي، خير الدين كججي أفندي، الذي كان يقوم بتوفير مبالغ صغيرة عند شراء الطعام أو الحلوى في السوق. وكلما كان يقوم بهذا، كان يقول في نفسه: "صانكي يدم"، وهي عبارة تعني "كأنني أكلت". جمع خير الدين مدخراته في صندوق خاص، وبعد عدة سنوات، استخدم هذا المبلغ لبناء مسجد صغير في المنطقة. ونظرًا للقصة المؤثرة، أطلق أهل المنطقة على الجامع اسم "جامع صانكي يدم"، ما يعني "كأنى أكلت".
مسجد أمينونو:
جامع أمينونو يقع في قلب مدينة إسطنبول في منطقة إمينونو، حيث يتمتع بإطلالة ساحرة على خليج القرن الذهبي وقربه من السوق المصري. تم بناء هذا الجامع بأمر من زوجة السلطان العثماني مراد الثالث في بدايات القرن السابع عشر، وتم افتتاحه في العام 1665م. استغرق بناء هذا الجامع نصف قرن تقريبًا، وأصبح أحد أهم المعالم الأثرية في إسطنبول.
مسجد سنجقلار:
مسجد سنجقلار هو واحد من أشهر المساجد في إسطنبول، ويتميز بتصميمه الفريد والغير تقليدي، يقع في بيوك تشكمجه على مساحة واسعة بلغت 700 متر مربع. يتمتع المسجد ببنية فريدة حيث يتم بناؤه تحت الأرض، مما يوفر للمصلين أجواءً هادئة ومنعزلة. صمم المسجد بفكرة مستوحاة من غار حراء، وقد فاز بالمركز الأول في مسابقة مهرجان العمارة العالمي للأماكن الدينية.
مسجد العرب:
جامع العرب هو أول جامع بناه جيش المسلمين العرب بقيادة مسلمة بن عبد الملك في العام 717م. يقع الجامع في حي غالطة في منطقة بي أوغلو ويتميز بمئذنته التي تم تحويلها من برج جرس كنيسة، وتتميز بصبغة معمارية مميزة تتسم بالطراز العمراني الأندلسي.
مسجد السلطان أحمد:
جامع السلطان أحمد، المعروف أيضًا بالجامع الأزرق، يعد من بين أبرز المساجد التاريخية في إسطنبول، ويتمتع بموقعه المتميز في ميدان السلطان أحمد، المقابل لمسجد آيا صوفيا. تم بناء هذا الجامع بين عامي 1609 و1616م على يد السلطان أحمد الأول، ويعتبر من بين أكبر وأهم المساجد في العالم الإسلامي.
يتميز جامع السلطان أحمد بعمارته الرائعة، حيث يجمع بين سمات الفنون المعمارية من العصور البيزنطية والعثمانية. يتألق بإطلالة خلابة على بحر مرمرة، ويتميز بفناء واسع وارتفاع يصل إلى 43 مترًا، ويحتوي على أكثر من 200 نافذة. تتزين جدرانه الداخلية ببلاط إزنيك الأزرق المزخرف، مما يضفي جمالاً فريداً على هذا الصرح الديني الرائع.
مسجد أورتاكوي:
مسجد أورتاكوي يشكل تحفةً معماريةً فريدة في منطقة أورتاكوي، التي تطل مباشرةً على مضيق البوسفور. يتسم المسجد بالجمال والسحر، حيث تم بناؤها بعناية فائقة على يد السلطان عبد المجيد في عام 1853م، باستخدام أسس ودعامات قوية، تمتد بعمق 20 مترًا لتعزيز متانة البناء وحمايته من الزلازل. وقام المهندس المعماري قرهبت أمير بليان بتصميم الجامع على طراز العمارة الباروكية، حيث يتألف من ركنين رئيسيين: ركن العبادة وركن خاص لمحفل السلطان، مع قبة تزينها زخارف جميلة وزركشة تضيف إلى رونقه وجاذبيته.
في ختام هذا المقال حول أوقات الصلاة في إسطنبول، نجد أن الحياة الدينية في هذه المدينة تمثل جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية والتاريخية للمدينة. مع جمالية المساجد الرائعة والمكانات الدينية المهمة، تكتمل الصورة الفريدة للحياة اليومية في إسطنبول.
مقالات مهمة:
.png)